2016 ديسمبر 2

قبيل بضع أسابيع عن بداية العام الجديد 2017، نصدر توقعاتنا لكل أزواج العملات الرئيسية وفقا لآراء ممثلي البنوك و شركات السمسرة الرائدة.

مما لا شك فيه أن كل متداولي العملات يودوا أن يعرفوا إلى أين سيتحرك الدولار بعد تولي دونالد ترامب رئاسة أمريكا رسميا. لقد فاجئنا الدولار بالفعل يوم إعلان نتائج تصويت الانتخابات: هبوط الدولار الذي توقعه الكثيرين لم يدم إلا لبضع ساعات و من ثم انعكست حركة الميل و بدأ الدولار في الصعود بوتيرة ثابتة. فهل نتوقع مفاجآت جديدة في السنة القادمة؟

وفقا لآلن راسكن من دويتش بنك، الموقف الراهن يشبه الفترة الأولى من "نشوة" 84-1983 التالية لفوز رونالد ريجان. "ترامب يريد أن يقلل الضرائب على الأنشطة الاقتصادية من %35 إلى %15 لكي يحول الولايات المتحدة إلى واحدة من أكثر الدول تنافسية في العالم من ناحية نسبة الضرائب."

رؤية مشابهه يشاركها جريج أنديرسون من بي إم أو كابيتال BMO Capital. يقول "تقليل ضريبة الشركات في الولايات المتحدة و سد الثغرات القانونية سيكون له تأثير كبير على تنافسية الصناعة الأمريكية". ثم يكمل "لذلك على المدى الطويل سيكون الدولار قوي طوال بقاء ترامب في البيت الأبيض."

من ضمن العوامل الإيجابية الكثيرة الأخرى التي حددها المحللين هي تغير تعريفة الاستيراد و تقليل الهجرة. تقليل الاستيراد بنسبة بسيطة في حدود 5 إلى %10 يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مماثل في قيمة الدولار. أما بالنسبة للحد من الهجرة فإن ذلك سيؤثر على حجم الأموال المرسلة للخارج مما يقلل من عملية بيع الدولار مما سيعزز سعر الدولار.

يقول المحلل كيت جاكيس من بنك سوسيته جينرال "فريقنا رفع توقعاته بالنسبة لنمو US GDP بمعدل %1.1 لعام 2018 و %1.2 لعام 2019." ثم يكمل "نرى توازن ممتاز بين نسبة نمو الدولار و نسبة التضخم المحتملة. معدلات الفائدة الحقيقية ستكون مفيدة أيضا للدولار."

و أيضا في موضوع نمو الدولار، لابد من ملاحظة أن عدد كبير من الخبراء يؤمنون أن عملية ارتفاعه لن تدوم لوقت طويل. فمثلا، بعض المشككين مثل ماركو سترينجا من مخططي دويتش بنك يعتقد أن تغير ترامب لنبرته و تطميناته تثير الحيرة و الغموض حتى على المدى المتوسط.

يقول جون جوردون كبير محللي نورد اف اكس "من الواضح أن كل شيء سيعتمد في السنة القادمة على تطابق أو اختلاف خطب ترامب عن أفعاله على أرض الواقع" ثم يكمل "غير أنه عند النظر إلى الولايات المتحدة أن لا ننسى ما يحدث في العالم القديم. عدم الوضوح السياسي في منطقة اليورو بالتأكيد يأتي في صف ترامب و سوف يبطئ تعافي اقتصاد الاتحاد الأوروبي. هذا سيضعف موقف اليورو بشدة أمام عملات العالم و خصوصا أمام الدولار."

"بعد استفتاء خروج بريطانيا، لم تخفت الروح الانفصالية في أوروبا بل اشتعلت. ينطبق هذا الأمر على إيطاليا و الانتخابات العامة في هولندا (بميل عام للناس ضد الاتحاد الأوروبي) و الانتخابات البرلمانية في ألمانيا و الانتخابات الرئاسية في فرنسا و ألمانيا و المجر و سلوفينيا. أضف إلى ذلك تدفق اللاجئين من الشرق الأوسط و شمال أفريقيا و ستلاحظ أن هذه المشاكل مجتمعة أكثر من كافية حتى إذا لم يخطئ ترامب و إدارته."

ثم يستطرد جوردن " إذا نظرت إلى توقعات البنوك الرائدة فإن بعضها لا يبدو مبشر للعملة الأوروبية فمثلا وفقا لتوقعات بنك باركليز فإن الـ EURUSD سيتساوى سعره في الربع الثاني من 2017 و سيهبط سعر الزوج أسفل 1.00 في الربع الثالث منهيا السنة في منطقة 0.99."

ثم يقول جوردون "توقعات كوميرز بانك (1.04 في الربع الرابع من العام القادم) و توقعات بنك ليودز (1.06) يعتبرا أكثر التوقعات تفاؤلا بالنسبة لليورو. توقعات جي بي مورجان على النقيض تماما من باركليز: يتوقع البنك الأمريكي نمو اليورو إلى مستوى 1.20 في سبتمبر 2017."

"أما بالنسبة لأزواج العملات الأخرى، فإن باركليز يتوقع تعزيز الإسترليني و الين أسعارهما أمام الدولار، على عكس اليورو متوقعا 1.30 لـ GBPUSD و 100.00 لـ USDJPY عند نهاية السنة القادمة" يقول جوردن. "يعتقد بنك نومورا أيضا أنه حان وقت فتح صفقات بيع لـ USDJPY. يتفق محللوا جي بي مورجان على هذا الرأي مشيرين إلى الهدف السعري ذاته عند 100.00.

أما بالنسبة للإسترليني فإن باركليز و جي بي مورجان يعتقدون أن خروج بريطانيا سيكون مفيدا للإسترليني و أنه سيرتفع أمام الدولار ليصل إلى 1.33."


« تحليل السوق و الاخبار
تدرب معنا
جديد في سوق العملات؟
يمكنك زيارة قسم "لنبدأ معا" إبدأ التدريب
تابعنا (على مواقع التواصل الإجتماعى)