2016 يونيو 3

"دولتشي فيتا" و التي تعني في الإيطالية الحياة السعيدة و السكر الذي يرمز للعزوبة ليس فقط مجرد وسيلة تحلية و لكنه أداة مالية مهمة في عقود المستقبليات و العقود الثنائية أو دولتشي فيتا التداول.

عقود السكر المستقبلية يتم تداولها في كثير من بورصات العالم بما في ذلك أكبر بورصة المشتقات و هي Intercontinental Exchange (ICE). كما أن السكر يتم تداوله في بورصة البرازيل Bolsade Mercadorias & Futuros (BM&F) و بورصة طوكيو Tokyo Grain Exchange (TGE)، و بورصة Zhengzhou Commodity Exchange الصينية و بورصة NCDEX الهندية و غيرها بإجمالي تداول شهري يتجاوز بضع مليارات من الدولارات.

ولأهمية السكر فقد ظهرت عقود السكر المستقبلية كوسيلة لتسيج مخاطر المنتجين و الموردين و المشترين لهذه السلعة. لكن بسبب التذبذب الكبير لأسعار السكر و السيولة العالية لصفقاته أثبتت عقود السكر المستقبلية أنها ليست فقط أداة تسيج و لكن أيضا أداة جيدة للمضاربة.

يقول كبير محللي نورد اف اكس جون جوردون "عقود المستقبليات تسليم السكر الخام تسمى World Sugar No. 11 و نحن نوفر لعملائنا استخدام هذه الأداة المالية المميزة بالإضافة إلى عقود مستقبليات أخرى لسلع و أسهم و مؤشرات و عملات يمكن تداولها كعقود ثنائية".

أما بالنسبة للعوامل التي تؤثر على تسعير مستقبليات السكر فإن الظروف المناخية تعتبر عامل رئيسي.

يعتقد محللون كثيرون أن أسعار السكر وصلت إلى أدنى مستوى لها عام 2015. "هبطت الأسعار لمستوى منخفض للغاية" يقول فرانك رايكرز كبير محللي بنك ABN Amro و "يمكننا الآن رؤية تعافي عقود المستقبليات. تزيد احتمالية أسعار السكر بشكل خاص صعودها" و كما صرحت وكالة بلومبرج فإن هذا صعود تاريخي لم يحدث منذ 23 سنة أي منذ مارس 1993.

سبق تغير ميل حركة السعر من الاتجاه السلبي للإيجابي توقعات للمنظمة الدولية للسكر International Sugar Organization (ISO) مقيمة عجز السكر في العام الحالي عند مستوى 5.02 مليون طن. ظاهرةEl Nino-Southern Oscillation (ENSO) و هي تغير دوري لحرارة سطح البحر للمنطقة المدارية للمحيط الهادي لها تأثير كبير على مناخ الكوكب و تعتبر هي السبب الأساسي لضعف تصنيع السكر. في عام 2015، تأثر كبار منتجي السكر كالبرازيل و الهند و تايلند و الذين ينتجون حوالي %50 من إجمالي السكر بظاهرة النينو.

بالإضافة إلى مشاكل المناخ فإن أخصائي ABN Amro يرجعون عجز الإنتاج إلى انخفاض أسعار السكر التي وصلت إلى أدناها في أغسطس الماضي و أدى هذا الانخفاض إلى تقليل مساحات الزراعة و تقليل مصاريف تجديد أدوات الحصاد. و كما وضح المدير التنفيذي لـ Mackay Sugar Quinton Hildebrand فإن معظم المنتجين تعرضوا للخسارة بسبب أسعار السكر المتدنية.

كما صرح المدير التنفيذي للمنظمة الدولية للسكر جوزيه أوريف، إن ظاهرة النينو التي ظهرت عام 2015 كانت الأشد في التاريخ و من المحتمل أن تكتسب مزيدا من الزخم و تتوقع المنظمة زيادة عجز إنتاج السكر إلى 6.2 مليون طن في عام 2016-2017.

تعتقد المنظمة الدولية للسكر أنه بالإضافة إلى عوامل الطقس فإن نمو السكان عالميا و تفضيل منتجي المشروبات الغازية و الكاتشب و الشوكولاتة للسكر عن وسائل التحلية الأخرى يزيد من هذا العجز.

لابد من ملاحظة أن توقعات و تحليلات عجز السكر تختلف بشكل كبير عن بعضها البعض. على سبيل المثال، يتوقع جون ستانسفيلد محلل مجموعة Sopex أن حجم العجز سيكون 4,5 مليون طن. غير أن غالبية الخبراء يوافقون على أن أسعار السكر ستتوجه إلى الارتفاع. تعتقد وحدة EIU التابعة لمجلة الإكونوميست أن حركة ارتفاع أسعار السكر قد تستمر حتى عام 2018.

"إذا ألقينا نظرة على تكلفة عقود المستقبليات في الولايات المتحدة" يقول جون جوردون من نورد اف اكس "أصبح من الواضح أن هذه التحليلات متأخرة قليلا و أن الأمور تحدث بشكل أسرع. على سبيل المثال توقعت وحدة EIU التابعة لمجلة الإيكونوميست تكلفة عقود مستقبليات Sugar No.11 عند حوالي 14.7 USD/Ib و لكن حاليا تتأرجح عقود يونيو- أكتوبر حول 17 USD/Ib، أعلى سعر تم تسجيله في مارس 2017 هو17.48 USD/Ib و من ثم بدأ السعر في الانخفاض تدريجيا بعد ذلك. لكن هذا لا يعني أنه في هذه الفترة لن يكون هناك أي تعديلات أو تغيرات فهناك مشاكل مثل مشاكل المناخ و هو أمر خارج عن سيطرتنا. لذلك، عند البيع أو الشراء لابد أن يراقب المتداولين بشدة ما يحدث لحظة بلحظة في البورصة".


« تحليل السوق و الاخبار
تدرب معنا
جديد في سوق العملات؟
يمكنك زيارة قسم "لنبدأ معا" إبدأ التدريب
تابعنا (على مواقع التواصل الإجتماعى)