2017 يناير 9

شهد عام 2016 عدد من الأحداث التي أثرت بشدة على أسواق المال. أهم الأحداث بالطبع هي خروج بريطانيا و إنتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة و أيضا الإشاعات المتكررة عن إحتمالية تفكك الإتحاد الأوروبي و التي غيرت بشدة موازين القوى في صراع عملات العالم الرئيسية.

 إذا ما هو المتوقع من الدولار و الإسترليني و اليورو و الين في عام 2017؟

بالنسبة للعملة الأوروبية فإن التوقعات أكثر تشاؤما. وفقا لبيانات البنك المركزي الأوروبي و صحيفة الوول ستريت جورنال إن تدفق الأموال من منطقة اليورو وصل لأعلى مستوى له منذ صدور اليورو عام 1999 و وصل اليورو إلى أقل مستوى له في 13 سنة.

وفقا للمحللين، لا توجد إحتمالية لزيادة معدلات الفائدة بالبنك المركزي الاوروبي، في حين أن بنك الإحتياطي الفيدرالي الأمريكي لم يرفع سعر الفائدة إلا بـ% 0.25 في منتصف 2016 لكنهم يتوقعوا قرابة ثلاث زيادات أخرى في عام 2017.

يتوقع المتخصصون في سيتي بنك الإستمرار في النمو. بالإضافة إلى ذلك فقد قال مخطط البنك تود إلمر في مقابلة مع بلومبرج: "قد نرى صعود أسرع للدولار أكثر مما يتوقع السوق". السبب في ذلك في المقام الأول أن البنك الفيدرالي سيرفع المعدلات بسرعة أكبر مما كان متوقعا. قد صرحت رئيسة البنك الفيدرالي الأمريكي جانيت يلين أن إرتفاع المعدلات هو مؤشر على الثقة في الإقتصاد الأمريكي و أن البنك الفيدرالي سيأخذ في الإعتبار المحفزات الضريبية التي وعد بها دونالد ترامب.

قال كبير محللي نورد اف اكس جون جوردون "من الممكن - و في إطار الأحداث التي قد تحدث في أوروبا - أن يعتبر خروج بريطانيا بالحدث البسيط بالمقارنة بما قد يحدث في الإنتخابات الألمانية و الفرنسية المقبلتين و العواقب التي قد تحدثها أزمة اللاجئين. لكن في الواقع إن قائمة التهديدات التي تواجه اليورو أكبر مما سبق ذكره، فأنا يحضرني على الأقل ست أو سبع تهديدات أخرى."

"شخص ما قد قرر فجأة أن الأزمة الإقتصادية في اليونان قد وصلت لذروتها في صيف عام 2015 لكن ذلك ليس حقيقي. يكفي أن نقول أنه في نهاية عام 2016 وصلت ديون ضرائب المواطنين اليونانين إلى مستويات فلكية بإجمالي 94.2 مليار يورو و من المحتمل قريبا أن تصل إلى 100 مليار دون أي مؤشرات على أي ديناميكيات إيجابية."

"مشاكل مالية مشابهة لمشكلة اليونان تخيم على إيطاليا و أسبانيا. إلا أنهم مختلفين عن حالة اليونان في إنتشار الروح الشعبوية الإنفصالية و بالطبع كلنا نتذكر إستفتاء ديسمبر الماضي في إيطاليا و التوتر بين مدريد و سلطات كاتالونية في أسبانيا."

"لنضف إلى ذلك صعود اليمين المتطرف في النمسا و الإستياء من سياسة الهجرة في المجر و تردي الأوضاع بين تركيا و أوروبا و التي أدت بالرئيس التركي أردوغان في البدء في بناء علاقات مع روسيا."

"و عند إضافة كل ما سبق ذكره بالإنتخابات البرلمانية التي ستقام هذا العام في عدد من دول الإتحاد الأوروبي سنلاحظ الصعوبات التي سيواجهها الإتحاد الأوروبي بشكل عام و منطقة اليورو بشكل خاص."

"فإذا كان هناك روح تفاؤل لدي متداولي العملات الأساسية بشأن مستقبل اليورو فقد راجع الكثير منهم بالفعل توقعاتهم لتشير إلى الهبوط."

وفقا لشركة HIS Markit البريطانية فإن اليورو سيصل لسعر الدولار عند نهاية عام 2017 و يتفق مع هذه الرؤيا محللوا بنك إسكتلندا. فإنهم يقولون أنه بسبب تمديد البنك المركزي الأوروبي لبرنامج شراء أصول بقيمة 80 مليار يورو في الشهر فإنه من المتوقع أن يبقى الـ EUR/USD في إطار 1.00- 1.10. لكن بنك جولدمان ساكس قد قلل توقعاته بأن يكون سعر اليورو أقل من الدولار في حدود 1.00- 0.90.

إذا تحدثنا عن العملة البريطانية فإنه برغم خروج بريطانيا (أو بسبب الخروج) فإن مستقبل الإسترليني يبدو أكثر تفاؤلا من اليورو.

متخصصوا جي بي مورجان يعتقدون أن سعر الإسترليني قد يزيد أو يقل بمعدل %5-10 على حسب ما تصل إليه بريطانيا بخصوص بقائها في السوق الموحدة.  يقول بول ميجيسي من جي بي مورجان "يواجه الإسترليني موجة من التقلبات التي قد تغير إتجاهه عدة مرات على حسب القرارات السياسية." أما بالنسبة للتوقعات، فإن خبراء البنك يتوقعون أن يكون الـ GBP/USD في منطقة 1.26 مع نهاية 2017."

يعتقد مخططوا بنك ANZ و ABN Amro أن الإسترليني سيضعف أمام الدولار لكن سيقوي مكانته أمام اليورو. يرجع جورجيت بوليه المحلل في بنك ABN AMRO ذلك إلى "أن حالة عدم الثقة السياسية في منطقة اليورو ستضع ضغطا على اليورو. خروج بريطانيا لم يعد محور إهتمام الأسواق المالية لذلك من المحتمل أن يبقى الإسترليني مستقرا نسبيا."

وفقا لبنك إسكتلندا فإنه سيتم تداول الـ USD/JPY في إطار110-120 طوال عام 2017 كما أن بنك اليابان سيبقي على سياسته المالية المستقرة و سيستمر في الإبقاء على سعر فائدة سندات العشر سنوات بالقرب من الصفر. أما خبراء HIS Markit فإنهم يعتقدون أنه بفضل قوة الدولار فإن الزوج سيصل إلى مستوى 126.

يقول جون جوردون من نورد إف إكس "تصرفات إدارة ترامب و رفع البنك الفيدرالي لمعدلات الفائدة سيؤدي إلي زيادة التضخم و ضعف العملات المحلية في بعض الدول التي تعتمد على الدولار الأمريكي." في نفس الوقت و وفقا لبلومبرج، فإن الروبل الروسي يبدوا واعدا للمستثمرين في عام 2017 و ذلك إذا نظرنا إلى الأسواق الناشئة. وفقا لمجموعة UBS Group AG فإن تقديرات العائد الإستثماري على الروبل سيكون حوالي %26 و أن هذه أفضل نتائج إستثمارية في كل الأسواق الأوروبية و الأفريقية و الشرق أوسطية.

قائمة الدول الجذابة و المعرضة بشكل أقل للمخاطر المتعلقة بسياسات الولايات المتحدة تشمل المكسيك، البرازيل، شيلي، جنوب أفريقيا، الهند و أندونيسيا.


« تحليل السوق و الاخبار
تدرب معنا
جديد في سوق العملات؟
يمكنك زيارة قسم "لنبدأ معا" إبدأ التدريب
تابعنا (على مواقع التواصل الإجتماعى)